المقالات

وطنٌ يُنهب ، فيُقال لك : لا تتدخل في السياسة.

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»

بقلم : إيزابيل.

من حقي كعراقية آشورية اعيش في هذا البلد منذ سبعة آلاف عام من حقي أن احزن عليه واقلق عليه واخاف عليه واخشى عليه كخشيتي على نفسي. وكل من يتسبب في اي ضرر لهذا البلد عليه أن يدفع الثمن. لقد كتبت عدة مقالات احذّر فيها من ادراج قتلى داعش في تعويضات الموازنة . واعدت الكتابة كل عام. واليوم وفي موازنة هذا العام تم ادراج فقرة (تعويض ذوي المغيبين). عن اي مغيبين تتكلمون ومن هم المغيبين ولماذا لم يُغيّبوا قبل هجوم داعش. انهم ليسوا مغيبين بل غائبين بعضهم تناثرت اشلائه في تفجيرات ومفخخات ، وبعضهم تحت التراب تم قتلهم ضمن تشكيلات داعش وبعضهم لا يزال في جبال حمرين ومخمور والفتحة ومغاور الصحراء وجرف الصخر وغيرها.

اقولها لكم وبكل صدق ووضوح ، ابن خالي رتبة عالية في المخابرات العراقية ، أنا سألته عن القصد من كلمة (مغيبين). فضحك وقال : كل من يُقتل مع داعش ومن اجل تبرير اختفائه لكي لا تتعرض عائلته للمسائلة ، زعم سياسيوا اهل السنة انه مختطف من القوات الأمنية ، وهذا كذب ، بل أن بعضهم لا يزال يقاتل هنا وهناك. فقلت له : ولماذا لا يكون فعلا مختطف من القوات الأمنية او تم تصفيته على ايديهم؟.

فقال : لا ، هذا كذب القوات الأمنية لم تقتل إلا من بيده سلاح ، ولو كان زعم أهل السنة بأن القوات الأمنية تقتل هؤلاء ، لماذا لم تقتل عشرات الآلاف من الارهابيين ضبطوا بالجرم المشهود وهم الان مكرمون في السجون وكأنهم في فنادق اوربا.

ثم قال : أنا رأيت بعيني أن الحشد الشعبي والجيش يقومون باسعاف جرحى داعش واخلائهم إلى مستشفيات خاصة بهم ، وبعضهم اعرفه وهو الان قرير العين في سجن الحوت في الناصرية. ينتظر الافراج عنه ضمن المحاصصات والتوافقات.

يعني معقولة العراقي اصبح بهذه الصورة المؤسفة ، إذا كنت أيها العراقي لا تثأر للقمة عيشك التي يُحاربوك فيها ، فعلى الأقل يجب أن تثور لمن قاتل من اجلك وقتل من اجلك وايتم نسائه واطفاله.
سوف ترون أن كذبة المغيبين سوف تاخذ مكانها في الموازنة ، وسوف يأخذ هؤلاء المغيبون الوهميين كل الحقوق وبأثر رجعي ، كما فعلتها الحكومة مع الاجهزة القمعية ورموز مخابرات النظام السابق.
يقول ابن خالي : لعل اغرب حادث وقع في مسألة المغيبين أن ضابطا سأل امرأة جاءت لتعطي بلاغ بأن ولدها اعتقلته القوات الأمنية وغيبوه ولم يرجع . فقال لها الضابط : اين اختفى ابنك في اي منطقة . فقالت : غير راح ويه المجاهدين وبعد ما رجع.
بالعافية.

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار