المقالات

المثقفون الانتهازيون… ماركس انموذجا

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»

بقلم : الاستاذ الباحث سامي جواد كاظم

من اولويات المثقف وبغض النظر عن ما يحمل من معرفة ان يكون ثابت المبدا وكما هو في السر هو ايضا في العلن حسب ما تعترضه من مواقف وعندما يكون صاحب معرفة يكون دوره اكبر من حيث نشر المعرفة باسلوبه الثقافي ، ولكن من ينادي بشعارات رنانة ومعرفة براقة تهتز لها مشاعر الناس وعندما تبحث في حيثيات حياته تجده لا يلتزم بابسط قواعد الاخلاق التي يدعيها ويروج لها لا اعلم هل يقصد غاية معينة الكاتب بول جونسون من كتابه ( المثقفون ) حيث اختار نخبة من الشخصيات لو بحثت عنهم في محرك البحث ستجد الصفات الحميدة والالقاب العتيدة والمواقف السديدة ، الا ان جونسون في كتابه المثقفون غاص في مصادرهم وكشف زيف ما يدعون بالرغم من ان لهم انصار في الدول العلمانية .

سبق ان كتبنا عن جاك جان روسو منظّر الثورة الفرنسية بالرغم من انه توفي قبل اندلاعها الا ان افكاره بقيت هي المعتمدة عند رجالات فرنسا العلمانية وياتي جونسون ليتحدث عن اخلاقه فيكشف انه خليع ومريض نفسيا لدرجة انه يخرج مؤخرته امام النساء وان له عشيقة انجب منها خمسة اطفال لا يعلم هل هم ذكور ام اناث لانه يرميهم على عجالة في مستشفى اللقطاء ومن غير معلومات حتى لا يعرفهم مستقبلا .

وحديثنا اليوم عن كارل ماركس قائد الماركسية والذي شغل العالم بكتابه راس المال ، ليسلط الضوء الكاتب جونسون عن ما يحمله من خفايا ورذائل يندى لها الجبين حيث ذكر انه كان يستخدم المصادر الاساسية والقانونية المكذوبة بنفس روح الاهمال الجسيم والتشويه المتعمد وعدم الامانة التي كانت تميز عمل (انجلز) ، وفي الحقيقة فانهما كانا شريكين في الخداع وان كان ماركس هو المزيف الاكبر وقاحة وفي حالة واضحة محددة تفوق على نفسه كان ذلك فيما يسمى بـ (الخطاب الافتتاحي ) للجمعية الدولية للعمال التي اسست سنة 1864 وبفرض ادارة الطبقة العاملة الانجليزية واستنهاضها من لا مبالاتها وشغوفا لان يثبت ان مستويات المعيشة كانت تتدهور ، زيف ماركس متعمدا اجزاء من حديث ( جلادستون) عن الميزانية سنة 1863 كان جلادستون قد قال معلقا على زيادة الثروة الوطنية  لابد ان انظر باستهجان والم الى الزيادة الرهيبة في الثروة والنفوذ لو ان ذلك كان مقصورا على الطبقة التي تعيش في ظروف سهلة واضاف ولكن يسعنا ان نعرف ان الظروف العامة للعامل البريطاني قد تحسنت خلال العشرين سنة الاخيرة بدرجة غير عادية ويجب ان نعترف بان ذلك ليس له مثيل في تاريخ اي بلد وفي اي عصر ولكن ماركس في خطابه الافتتاحي جعل جلادستون يقول ( ان هذه الزيادة المتمثلة في الثروة والنفوذ مقصورة تماما على الطبقة المالكة وادعى ماركس ان مصدره هو جريدة مورننج استار وهذا غير صحيح وقد اكتشف تزييف ماركس ومع ذلك وضعه في كتابه راس المال مع غيره من التحريفات ، واضاف لقد زيف ماركس مقتطفات من اقوال ادم سمث ابو الاقتصاد، وتاكيدا على تحريفه وتزييفه للحقائق فقد اكتشف اثنان من الباحثين في كمبردج سرقة وتزييف ماركس في كتابه راس المال وكان يضع اقتباسات في كتابه ليوهم القارئ في معلوماته وكان يستخدم معلومات قديمة تدعم نظريته انقرضت والمعلومات الجديدة لا تدعم نظريته، كما يستخدم صناعات سيئة لاثبات رايه للطعن بالراسمالية وهو نفسه الذي يكره لقاء العمال ويكره من يجادله من العمال لانه لم يعيش حياتهم ماركس يؤكد على الإرهاب عندما خاطب الحكومة البروسية في ١٨٤٩ كان يهدد :نحن لا نعرف الرحمة ولا نطلبها منكم وعندما يأتي دورنا لن نخفي ارهابنا…… المصدر المثقفون ص٧٩ تأليف بول جونسون واما علاقته بعائلته فبسببه ماتت زوجته واثنان من اطفاله وبقي لديه ثلاث بنات حجر عليهن ولم يسمح لهن بالعمل معتبرا نفسه من الطبقة البرجوازية بالرغم من انه كان يعيش مع المهجرين الالمان في انكلترا في اسوء حي ولم يتمكن من توفير مصروفه فكان يعيش على الاحتيال والكذب بل ان انجلز كان يصرف عليهم على امل ان يسدد له دينه والنتيجة لم يفعل .

هذا يسير من كثير تطرق له الكاتب جونسون هنالك كتاب عنوانه المثقفون المزيفون تاليف الفرنسي باسكال بونيفاس ويصفهم بخبراء في الاعلام الكاذب ، وهذا الكتاب جاء ليفضح الواقع الفرنسي وهنالك من اشباه المثقفين العرب استغل هذا الكتاب ليستشهد بالمزيفين ممن يدعي الثقافة عند العرب ويتجاهل ان المؤلف اقتبس معلومات كتابه من الواقع الفرنسي، وليس تبريرا للمثقفين المزيفين عندنا فهم موجودون في اي مكان وزمان

 

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار