في رحاب السياسة

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»

بقلم : د. قاسم بلشان التميمي

ملاحظة (لقد مزجت مابين التعريف الجاد والتعريف الشعبي الهزلي للسياسة ، بمعنى اردت ان اوضح معنى السياسة بطريق مختصر غير ممل) يقول مثل الأمبرطورية التي لم تغرب الشمس عنهاأيام زمان (الحقيقة تخرج من افواه الاطفال ) ومن لم يعرف من هذه الأمبراطورية فأقول له انها امبراطورية(أبو ناجي) ومن لم يعرف ابو ناجي فاقول له انهم (الأنكريز) مثل ما يسميها أبو فلاح ومن لم يعرف أبو فلاح فانه لم يعرف السياسة بعد !! هذه عبارة ابو فلاح التي يرددها دائما .

هناك مثل اخر هو( الحكمة تخرج من افواه المجانين) ،وأعتقد ان الكل يعرف ان هذا المثل عربي بامتياز والسبب في اعتقادي ان كل من يتكلم بالعدل والانصاف واحقاق الحق في امة العرب سيكون خارج اطار سياسة حاكم البلد فيتهم بالجنون (هذا اعتقادي ) وليس بالضرورة ان يعتقد الاخر بما اعتقد. السياسة تعني كيفية اقناع اختي ( مريم ) التي تحب مشاهدة افلام كارتون (غامبول) من دون ان تزعل كي اشاهد افلام كارتون (سبونج بوب) هكذا يعرف الطفل (محمد) اخو الطفلة مريم السياسة.

الواقعيون عرفوا السياسة (بأنها فن الممكن ) ، وهذا التعريف موجود عند عامة الناس بامتياز وذلك عندما يدور حديث ساخن وحار جدا فنسمع أحدهم يقول ( خل نصير واقعيين).

اما أهل محلة واصدقاء حجي راضي في مسلسل تحت موس الحلاق، فقد نصحوا الحجي راضي بعد ان (شلع قلبه عبوسي) بكثرة مشاكله ، نصحوه بالتحلي والتعامل مع (عبوسي) بالسياسة حتى يكسب عبوسي ويتغير (طبعه) ويصير عبوسي (ادمي) من (صدك) ، فما كان من الحجي راضي الا ان يقول ( يابه احنه من غير سياسة ملعون والد والدينه انوب تردون سياسة حتى نحترك حرك ) ،وأنا أقول ما اعظمك ياحجي راضي !! لقد شخصت كل مصائبنا ، ولكن مع هذا انصاع الحجي راضي لكلام اهل المحلة وقرر أن يعامل عبوسي (بالسياسة) ، ولكن بعد ان شدد عليهم القول (يعني معقولة بالسياسة عبوسي يصير ادمي )، فقالوا له بصوت واحد (أي حجي وداعتك جرب وشوف)، الحجي راضي جرب السياسة مع عبوسي والنتيجة انتقل الحجي راضي الى رحمة الله ، وهذه ضريبة السياسة التي دفعها الحجي راضي رحمه الله.

ان مفردة السياسة منتشرة بشكل واسع عند عامة الناس وعلى سبيل المثال لا الحصر عندما تصير (عركة مصلاوية !) بين الزوج و (مرته !) يتدخلون أولاد (الحلال) حتى يهجمون البيت أقصد حتى يصلحون بين الزوجين ،ويبدأون بتقديم النصح الى الزوجين مستخدمين عبارة (يابه الله يبعد الشيطان عنكم ،وعيب هاي العركة وتره كل شي ينحل بالسياسة)، وعذرا للعم (سام !) فاني لااقصده بمفردة الشيطان ، ،وقديما قال الاجداد (السياسة اطلع الحيه من الزاغور) ومفردة (الزاغور) تعني (الجحر) ، وهي حكمة عميقة تعني ان اشد عدو للانسان هي (الافعى) طبعا هذا الكلام (ايام زمان ) ،اما اليوم فأن اشد عدو للانسان هو من ينافسه على (الكرسي !) ، فرغم شدة العداوة وشدة الكره مابين الانسان والافعى الا ان اجدادنا يوصون بضرورة السياسة ،وعدم التهور والتحلي بالصبر مع العدو حتى ننتصر هكذا يعلمنا اجدادنا.

الشيوعيون (رحمهم الله والرحمة للحي والميت !) عرفوا السياسة (بانها دراسة العلاقات بين الطبقات) ، طبعا هذا التعريف (أيام زمان)عندما كان اللون الاحمرالمطرز (بالمنجل والجاكوج) السيد المطلق على اكثر من نصف المعمورة ،اما الان (ياحسرة) ، فقد امتزج اللون الاحمر المخطط مع اللون الابيض المخطط مع النجوم البيضاء المستندة على قاعدة زرقاء هذه الالوان اصبحت اليوم تحكم كل العالم شئنا ام ابينا هذه هي الحقيقة،وانا لااريد ان اخوض في الالوان ، كما لااريد ان اذكر ما قاله احد الشعراء الشعبيين (ايام زمان) عندما قال (البنات اشكال والوان مثل لون الجفافي) ومفردة (الجفافي ) تعني المنديل .

والسياسة لغويا من ساس يسوس بمعنى قاد رأس , واصطلاحا تعني رعاية شؤون الدولة الداخلية والخارجية ، وتعرف إجرائيا حسب (هارولد لازول )بأنها دراسة السلطة التي تحدد من يحصل على ماذا(المصادر المحدودة) متى وكيف، وهي اي السياسة دراسة تقسيم الموارد في المجتمع عن طريق السلطة حسب قول (ديفيد إيستون) .

وتعرف السياسة أيضا بأنها ( كيفية توزيع القوة و النفوذ ضمن مجتمع ما أو نظام معين).والسياسة كما يقول (حجي خلف ) تعني شلون اكون محبوب عند الجيران وشلون أخلي مرتي تحبني ،وعندما تم سؤال حجي خلف (شلون تخلي مرتك تحبك ؟) قال ( يامعودين أضحك عليها بكم كلمة وأقول لها شنو هذا الجمال يا أم خدود تفاح لبناني وأشتري لها وصلت قماش وعبود ألحك ربعك) وتعريف السياسة عند (حمدة الدلالة) بانها عملية اقناع (النسوان ) في شراء ملابس الشتاء في الصيف والعكس صحيح . والسياسة كيف احصل على ود وحب رئيسي في العمل فيعطيني (اكرامية) هكذا يقول ابو محمود (الفراش) في احدى دوائر الدولة . وانا ارى ان السياسة هي ان نقتدي بالطفل (محمد ).