كلما سمعت كلمة ثقافه تحسست مسدسي!؟
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»
اشترك في قناة «وكالة نسيم كربلاء» على تليجرام
بقلم : عمر الناصر
عند الاقدام على صناعة اي حركة دينية او عنصرية متطرفة فلن نحتاج الا ان يصاحب هذه الصناعة تأثير اشعة الپروپوغاندا الاعلامية لاجل الاسراع بترويجها بشكل دقيق وجودة عالية لحصد ثمار تلك التأثيرات بصورة عملية على ارض الواقع ، على اعتبار ان هنالك امتدادات وعمق فكري سحيق للكثير من الحركات الراديكالية المشابهة لنفس الايدلوجية اعلاه لكنها في وجه اخر من الكوكب، وبغض النظر عن نوع الدين او القومية لكون النواة الاساسية للتعصب عادة ما تكون بذرتها مستندة على مبدأ ذو جذور دينية او قومية ، لانها تتبع وجود عامل قوي وفعال يتمتع بقوة وشبكة او تستهدف جذب الفرائس استنادا لمديات وتأثيرات الابعاد الثقافية الموجودة لديهم وداخل محيطهم .
كمثقفين تغيب عن اذهاننا كلمة وزير الاعلام الالماني جوزيف غوبيل عندما قال “كلما سمعت كلمة ثقافه تحسست من وجود مسدسي”،من يدقق بمفهوم مؤشر الثقافة لدى اغلب الناس سيجد ان هناك نسبة مئوية متباينة لطرق اكتساب المعارف والعلوم ،تتغير حسب الطبيعة الذهنية الخاصة بهم ابتداءاً من عامل تقدم العمر وزيادة او نقصان التجارب وانتهاءاً بمنحنى الخبرات الموجود لديهم نتيجة الدخول في اختبارات البيئة المجتمعية، وعندما نغوص باعماق مفردة الثقافة سنجد بأن التأثير الداخلي الذي يحمله هذا المعنى هو من اخطر انواع الاسلحة تجاه الحكومات بشكل خاص وتجاه انفسنا واقراننا بشكل عام لما يحمله من طاقة كامنة وعقيدة فكرية راسخة .
هذا المفهوم تتصف هيكليته وبناءه على طبيعة الميول والانتماءات الشخصية وكيفية بلورتها وصقلها لتأخذ شكلا هلامياً خاصا بها ، لاسيما وان جميع ابجدياتها تخاطب العقول المغلقة او المنطوية على نفسها او على محيطها او المتقوقعة داخل الحاضن والبيئة المنصهرة فيها والتي لايمكن ان تنفتح على البقية الا بالتوعية الفكرية والتوجيه المعرفي لغرض احداث التغيير الشامل والجذري للمجتمع.
تسعى اغلب الدول التي تعاني من الديكتاتوريات الكلاسيكية الى جعل شعوبها بعيدة جداً عن الحق القائم على المعرفة والتجديد ومواكبة لغة العصر في الحداثة المتمثلة بتطور الافكار غير الرجعية والايمان المطلق بالانفتاح والتعددية ، من خلال نظريات مؤدلجة حزبيًا وسياسياً لمنع التثقيف بتقبل وجهة نظر الرأي والرأي الاخر،و المقارنة قطعا بسيطة بين لغة استخدام القمع والسلاح ولغة استخدام الثقافة والحوار، وغالبا مانرى بأن الاخير يتعرض بشكل او بأخر الى تهديد حقيقي لكتم الاصوات بسبب امتلاكه للحجج والبراهين الذي لايمتلكها الطرف الاول عند حدوث الأزمات.
انذاك علينا ان نعي وندرك حجم اهمية ان تكون لدينا ثقافة قانونية وعلمية وفكرية كافية تهيئنا للدخول بنقاشات او حتى خوض مناكفات ومهاترات كلامية تدحض او تقلل من حدة تمسك الاطراف المعنية بتعصبها الاعمى وعنجهيتها وعنادها اللامسؤول، على اعتبار ان هنالك جزء كبير من طبقات المجتمع قد بنيت اسسها على ثقافة رفع الاصوات والجعجعة الخاوية لتثبت عدم وجود ثقافة رصينة تمكنهم من جعل الحوارات الثقافية هي الفيصل في حسم المواقف، مما يدعوا الفرد ان يفكر دوماً بالانتصار داخل الحوارات ولا يفكر بزيادة او اكتساب نوع جديد من المناظير او التلسكوبات التي ترى الكون بشكل مختلف غير الذي نحن عليه،
وإذا كانت القناعة مبنية على ان الغرض الاساسي والهدف الرئيسي من دخول النقاشات هي من اجل ان يكون الانتصار حليفنا في نهاية المطاف وارضاءاً لغرورنا فلن يكون هنالك داعي لدخولها من الاصل على اعتبار ان التاريخ يكتبه المنتصرون، ان اخطر انواع التثقيف هو الذي يدحض روايات بعض اصحاب التنظير والتثقيف الذين يريدون الاستمرار بتجهيل طبقات المجتمع من خلال تجيير بعض الافكار الدينية لغايات سياسية من اجل الحصول على مكتسبات مادية او سلطوية بطابع ديني حتى بدأ نسبة كبيرة من الناس يرددوا “كلما تحدث امامي رجلاً بالدين تحسست جيبي ” .!؟ .
انتهى ….
—————————————————————-
خارج النص / الوعي الثقافي هو السلاح الفتاك الذي صوت انفجاره يسمعه القاصي