المقالات

لماذا نحب الصين؟

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»

بقلم : خالد الثرواني

اشترك في قناة «وكالة نسيم كربلاء» على تليجرام

تحظى الصين بقول شعبي عارم في العالم العربي والاسلامي على أقل تقدير رغم الماكنة الاعلامية الغربية التي عملت على شيطنة الدولة التي شقت طريقها نحو زعامة العالم بسرعة صاروخية، إلا إنّ الود للصينيين في الدول العربية بقي كما هو والاعجاب بنهضة الدولة الشيوعية له مساحات واسعة من نقاش الناس فماذا هذا الاعجاب رغم ان بكين لو تزعمت العالم لا أحد يتكهن بطريقة تصرفها؟

لعل أوّل الأسباب هو إنّ تاريخ الصين خالٍ من أي عدوان أو احتلال على دولة أخرى أو شعبٍ ثانٍ بل كانت ضحية عدد من الاحتلالات والحروب في تاريخها الحديث وتعرضت لمعاملة قاسية الغربيين مثل البرتغاليين الذي سيطروا على التجارة الصينية والبريطانيين الذين دخلوا حرب الافيون المعروفة، لم تكتف الصين بذلك بل تعرضت الى عدوان ياباني فيما يعرف بـ”الحرب الصينية- اليابانية الثانية” خلال الحرب العالمية الثانية والتي استمرت مدة ثمان سنوات.

والسبب الآخر هو التاريخ الحضاري للصين وبساطة شعبها عكس عنجهية الشخص الغربي فالإنسان الصيني ابن حضارة تضرب في عمق التاريخ ويتعامل مع الآخرين بموروث عمره آلاف السنين وهو مشابه الى حدٍ ما مع ما موجود في بعض الدولة العربية شمال الجزيرة واليمن ومصر لذلك نرى ان لا تهديد يطال الصينيين عندما يعملون في مناطق ساخنة فالشركات الصينية النفطية استطاعت الحصول على عقود كبيرة في مجال النفط بالعراق مثلا لاسيما ان مستوى الخطورة الأمنية في البلاد كبير.

وأرى ان السبب الثالث هو قوة القانون الصيني في محاربة الفساد الاداري، قبل أيام أعلنت بعض الحكومات المحلية في وسط وجنوب العراق عن إحالة عدد من المدارس بعدد من الاقضية والنواحي وهو ما واجه فرح غامر من المواطنين وثقة كبيرة بان المشروع سيكتمل بأسرع وافضل الطرق عكس مشروع البناء السريع الذي أحالته وزارة التربية لإحدى شركات وزارة الصناعة والمعادن التي هدمت مئات المدارس وبقي طلابها يمرون عليها كأطلال مر عليها عقد من الزمن دون أن تبنى طابوقة واحدة.
استطاعت الصين ان تنهض من ركام الفقر والمجاعات بعد منتصف القرن الماضي ان تجاري الدول الكبرى وتصل مراحل متقدمة باقتصادها ليكون الثاني على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة التي باتت الان مسعورة من هذا التقدم للدولة الآسيوية وتعمل على اختلاق صادم عسكري في بحر الصين الجنوبي او جر تايوان الى التحرش بالتنين الكامن واضعا الغرب في حيرة من الخطوة الصينية المقبلة اذا ما علمنا ان العالم يعتمد على اليد العاملة الصينية في كل شيء تقريباً فلا لم يصنع هناك فعندما اصيبت الصين بكورونا لازلنا نعايش أزمة عالمية أوقعت (400) مليون انسان ضحية الفيروس هذا غير الخسائر بالاقتصاد العالمي بعد توقف سلاسل الامداد.

ان الصين التي زاوجت بين أيدولوجيتها الشيوعية واقتصاد السوق راوغت المحاولات الغربية في تحجيمها وهذا وحده له صدى كبير لدى الشعوب العربية والإسلامية التي تكن العداء للحكومات الغربية لاسيما للبيت البيض الذي اوغل بدمائهم في الشرق الاوسط وكان داعما رئيسا لكيان الاحتلال، بالإضافة الى ذلك فالغرب تعمد اذلال الشعوب بفرض أنواع العقوبات وفرض سلطتها السياسية والاقتصادية أدى الى هذا البغض والميل إلى الاعجاب بالتجربة الصينية التي لم ير منها أي سياساتها تجاه الآخرين سوى نشاط اقتصادي واستثماري وهذا ينعكس على منفعة الناس بدلا من تجويعهم.

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار