قصة صورة

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»
بقلم : الصحفي علي الحسيني
اشترك في قناة «وكالة نسيم كربلاء» على تليجرام
في الذاكرةِ منذُ نعومةِ أظفاري
عندَ طلاءِ البيتِ وجدرانه
زيَّنها أبي بلوحةِ أسدٍ ورجُلٍ جالس
ونخيلٍ ومياهْ ، وسيفٍ يسمىٰ بالفقّار
علَّقها في أعلىٰ الغرفةِ وقالْ :
هذهِ حرزٌ من شرِّ الاضرارْ ، وكيد العدوانْ
إنها تطردُ أرواحَ الاشرارْ ، وتنيرُ الأنوارْ
ومضىٰ العمرُ ، وبدأتُ أركضُ ألعبْ أقفزْ في الأرجاء
عندَ النومِ أتذكرُ أمي بصوتِ الغضبِ تقول :
لا تسهَر عليٌّ يُحبكَ و أنتَ تنامْ
يُحبكَ لأنَّ عليٍ قاعدةٌ لِنظامِ الإنسانْ
و بدأتُ أصلي واتوضأ أتذكرُ في الآذانِ
حينَ سمعتُ أبي يرتلهُ ويضعُ يدهُ علىٰ القلبِ ويقول:
بأنَّ علياً وولدِهِ آياتٌ للهِ علينا
وبخيرِ العملِ يشيرُ اليها أيضاً تلكَ الصورةْ
وقربَ الدارِ في داخلِ ازقةِ مدينتنا
أجعل بعض الطابوقِ عموداً للهدفِ
أركض أجري بالكرةِ أسقطُ ، قدمي تؤلمني
أتذكرُ أبي كانَ بصوتهِ يصرخْ :
نادِ بإسمِ عليٍّ بطلِ الأبطالْ
تأتيني القوَّةُ من تلكَ الصرخة في الأعماقْ
و أجواءِ الحرِّ في تموزِ الجمرِ
وحرارةُ شمسِ الوطنِ تلهبُ كالبركانْ
يحمِلُني الوالدُ لتلكَ الصورةِ ويقولْ :
إلصق خدكَ فيها فعليٌّ ظلٌ للأحبابْ
أتذكرُ ايضاً حينَ إنعدمَ الامنُ ، وبدأتْ نارٌ تدخلُ وطني
وَ أخافُ النومَ أتخيلُّ سقفَ البيتِ يسقطُ فوقَ الرأسِ
لكنْ أمي بحنانِ الصوتِ تقول:
سقفُ الدارِ تلكَ الصورةِ أمانُ الدنيا نظرةُ حيدرْ
فأنامُ بأمانْ ، كأنَّ الدنيا تحتضنني بحنانْ
وعندَ جلوسِ الأهلِ علىٰ مائدةِ الأكلِ
أسمعُ أبي وهو يقول:
إجهر بالبسملةِ فعليٌّ كانَ يحبُّ الجهرَ بها وطردِ الشيطانْ
وجلسةُ أهلِ العلمِ في الدارِ و أبي يحدثهُمْ كانَ يقولْ :
من والىٰ في الدنيا هذا الضرغامْ ، وكان يشير الى الصورة ايضاً
أمنَ الدنيا وشرَّ عذابِ الله مدىٰ الأعوامْ
ومرَّت أعوامْ،ووصلتُ حتىٰ سنُّ النضجِ
جاءَ الطاعونُ الىٰ بلدي
هبَّ الناسُ بخوفْ،سكنَ الهلعُ في قلبِ الأغلبْ
بدأوا بشراءِ الأدوية وعقاقيرِ الطبِّ
فهرِعتُ أبحثُ عنْ قلم ٍ أكتبُ فيه علىٰ بابِ الدارْ
ولايةُ حيدرْ حصنُ الجبّارْ
منذُ المهدِ الىٰ تلكَ الرحلةِ في اللحدِ
فطرة عقلي فيها جزء من ذرات أبي تراب
السيد متألق دائماً ❤️
زادكم الله شرفاً وتوفيقاً
أشهدُ أن علياً وليُ اللّٰه
أحسنت 💛
جعلكم الله من اهل الاحسان اخ محمد باقر الحسيني