ميسان معمورة آل البيت (ع) بردا وسلاما
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «وكالة نسيم كربلاء الخبرية»
بقلم : إياد الإمارة
اشترك في قناة «وكالة نسيم كربلاء» على تليجرام
ميسان العمارة العامرة بلدة طيبة وأناس كرماء ..
هذه المدينة بأنهارها وطبيعتها وطيبة أهلها ..
الطبائع الميسانية والخصال العمارية سنن هذه البلاد التي عرفت وتميزت بها عن سائر البلاد ..
ابو تريكات الذي كان يضيء (التريكات) المصابيح التي تتقد بواسطة النفط لكي يهتدي الضيوف وأبناء السبيل إلى ديوانه ليجدوا هناك ما يسرهم.
وابو شكيلة الذي (يشكل) ثوبه يحزمه وهو يستقبل ضيوفه مرحبا بهم ومقدما لهم ما يحتاجونه.
أما قصة الكريم ابو (لبطة) فتلك منقبة أهل ميسان الكبرى إذ يحكى إن شيخا ميسانيا كان يسكن على ضفة نهر وكان كلما سمع صوت حركة في الماء يصيح بأعلى صوته (تفضلوا) إعتقادا منه بأن هذا الصوت ناجم عن حركة الزوارق النهرية لكن في بعض الأحيان ينجم هذا الصوت عن حركة السمك وقفزها فوق الماء (تلبط) لكن هذا الشيخ الميساني الكريم لا يميز بين الأصوات ويصيح دائما (تفضلوا).
هذه ميسان الكرم الغريب ..
وميسان الشجاعة الفائقة ونحن على ذلك شهود بين قصب الأهوار وفي ملاحم عمل الداخل والقصص كثيرة عن الشهيد القائد ابو نصيف الفرطوسي رضوان الله عليه وعن شيخ الأهوار المحمداوي وعن الشهيد ابو سعد الحميداوي وعن السادة من نسل النبي محمد (ص) .. وعن إمتداد هذه الشجاعة ما شهده الجميع بين صفوف المقاومة والحشد الشعبي المقدس من ملاحم كتبها الشهيد ابو منتظر بدمه الطاهر.
يعز علينا أن نسمع عن مدينة الكرماء والمجاهدين والشهداء ما نسمعه من أخبار لم نعهدها بطيبة أهلها وتسامحهم ووعيهم وولائهم ..
وعن ولاء الميسانيين قصص وحكايا فميسان معروفة بإحترامها وتقديرها لذرية النبي محمد (ص) بمستوى يتفوق عن الآخرين في كل مكان وقد قيل (سيد وعند البو محمد) وعشيرة البو محمد من عيون أهل هذه المدينة وقد تميزوا بإحترامهم (للسادة)، هذا الصبابة الميسانية فطرة سليمة وعقيدة سليمة تمثلت بكل ما يمتد ويرتبط بالنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وبآل بيته عليهم السلام.
كيف لي لا أقر بذلك وقد عشت وقتا طويلا مع الكناني أبو زيد المجاهد الشاعر ومع الفرطوسي أبو جمال الرجولة والوعي والخصال الجميلة ومع الشغانبي الشهيد ابو بتول المعلم الصبور وآخرين في محور البطولات والشهادة محور (٣٠) ..
ميسان معمورة أهل البيت عليهم السلام بحق.
أنا أزعم بأني أعرف الميسانيين وأحبهم..
لذا أقول أن ما يحدث في ميسان هذه الأيام ليس من ميسان بشيء ..
أهل هذه المدينة يحبون الناس جميعا ويحبون مدينتهم ..
أليس المغتسلة المندائيين أهل سلام فأختاروا ميسان معبدا يتطهرون به؟
هناك استقر (الداي) بين البو محمد و بنو لام والأزيرج والفريجات والبو دراج والسواعد وكعب والبهادل ..
هناك تنتهي البغضاء بكلمة طيبة تنبت في أرضهم وتورق شجرة محبة يستظلون بظلها ..
هناك وبعد قليل تعود ميسان إلى طبيعتها ترحب بضيوفها وتستقبلهم بحفاوة ..
ترحب بالقادمين من طرف السيد الصدر أو من طرف الشيخ الخزعلي وستقول للجميع بأن أهل ميسان على عهد الناس بهم إيمانا وشجاعة وفطرة سليمة، بعد قليل لن نسمع من داخل بيوت الميسانيين زغاريد الفرح الذي يزيل وجعا ثقيلا كان غريبا على ميسان وأهل ميسان.
أنا لست حالما ولست مثاليا وأقول ذلك عن ثقة ..
ثقتي بأهل ميسان ..
وثقتي بأن عقلاء القوم (قومنا) لن يدعوا لأحد من مجال بأن يقع السيف بيننا ..
قضيتنا في ميسان والبصرة والناصرية والسماوة والكوت وبقية المدن واحدة وهمومنا مشتركة وعدونا واحد يشرك بعضه بعضا وهو يشرك بالله لكي يوقع الضغينة والبغضاء بيننا ولن يجد لذلك سبيلا، نحن في ميسان وفي بقية مدننا وحدة واحدة قضية واحدة وولاء واحد لآل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، لن تفرقنا الأجندة الخارجية التي تريد إضعافنا ولن تزرع بيننا ما يفرقنا عن مواجهتهم وسنتحد في كل مرة لكي نوجه لهم ضربة جديدة تعيق مشاريعهم التخريبية الهدامة.