المقالات

الارتقاء بالمسؤولية

اليوم و نحن نعيش ذكرى ولادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ( ع ) ، نريد ان نتعلم منها درسا مهما كيف نرتقي بالمسؤولية .
لانه ليس المهم ان تكون مسؤولا فحسب و لكن الاهم كيف ترتقي بما كلفت به .
محل الشاهد :
عندما تتطلع على حياة تلك الانسانة الطاهرة ( ع ) ، تجدها ذات الارتقاء المطلق في مسؤوليتها اتجاه زوجها و ابيها و اولادها و المجتمع، فأرتقت في مسؤوليتها اتجاه ابيها حتى نالت مرتبة كبيرة فكانت ( ام ابيها) وهذا ما صرح به النبي الخاتم ( ص ) بصراحة معلنة ، و نالت هذه المنزلة نتيجة عطاء مميز جعل من رسول الله ( ص ) ، يمنحها هذه المرتبة الشريفة .
و ارتقت بالعطاء اتجاه الزوج و الاولاد و المجتمع بتفصيل نعرضة عنه لعدم الاطالة حتى كانت ( ع ) ، هي الحجة على الائمة ( ع ) بعدما كانوا هم الحجة علينا ، قال الإمام الحسن العسكري : نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة علينا .
و الجميل بأداء الزهراء ( ع ) اتجاه المسؤولية المناطة بها ، انها تحرك كل طاقاتها بعدالة الاداء اتجاه واجباتها ، سواء اتجاه الاب او الزوج او الاولاد او اي تكليف اخر ، لتعطينا شرطا مهما من شروط نجاحك بالمسؤولية وهو توزيع طاقاتك بصورة عادلة بين كافة اجزاء ماتكلف به ، فلا ترتقي بالمسؤولية بظلم او تقصير لاحد جوانب واجباتك .
فهي كانت منسجمة مع كل تلك الطاقات و لم تحس بثقلها لانها كانت ترى تلك الاعمال في محل الطاعة ، و عدم الفرضية او الروتين ، و هذا الشرط الثاني في الارتقاء بالمسؤولية نتعلمه من السيدة الزهراء ( ع ) ، لتكن ناجح و ذات رقي بمسؤوليتك
حيث انه يجب ان تنسجم مع المسؤولية و تعتبر الاعمال المناطة بك انما هي مقربة بك الى رضا الله تبارك و تعالى ، و ليس مجرد عمل روتيني تقوم به .
لان الذين يشعرون بالتعب و العقد اتجاه مسؤوليتهم هم من لا ينفتحون على مسؤوليتهم ، و يعتبرونها اعمال لابد منها ، اما اذا احببت موقعك و مسؤوليتك فعندئذ لن تشعر بالتعب ابدا ، و سوف تكون مبدعا ذات رقي في اداء و اجباتك .
و لذلك كانت قيمة الانبياء ( ع ) و الائمة ( ع ) و الزهراء ( ع ) ، في عطائهم أنهم احبواالناس ، و لذلك انطلقوا مع الامة بقلوبهم و عقولهم .
اما الذين ينطلقون في مسؤولياتهم ليعتبروا الناس مجرد جسرا يعبرون عليه الى غايتتهم ، او ليعتبروا الناس سلما يصعدون عليه الى مواقعهم او ظهر ليحملهم الى مراكزهم هؤلاء لا يحبون الناس ، انما يستغلونهم ، و لذلك نجد انهم اذا وصلوا الى مراكزهم نسوا الناس ، و هذا مانراه في كثير من المواقع الاجتماعية و السياسية .
بينما نجد الانبياء ( ع ) ، و اهل البيت ( ع ) ، عاشوا مع الناس كل فرحهم و و حزنهم و احترموا كل اوضاعهم .
و لذلك نجد الزهراء ( ع ) ، ارشدتنا الى شرطي الارتقاء بالمسؤولية :
الاول : توزيع طاقتك و التحرك بها بكافة الجوانب المرتبطة بمحل مسؤوليتك بعدالة و عدم التركيز بجانب و إهمال الجوانب الاخرى .
الثاني : اعتبار المسؤولية عطاء و تقرب عبادي و هذا ما يجعلك منسجما معها ، ولن تعتبرها روتين ممل .
نسال الله تسديد الخطى لاداء مسؤوليتنا بما يكون اداءنا مرضيا لله تبارك و تعالى و الناس
اللهم احفظ العراق و شعبه

 

 

🖋️ الشيخ محمد الربيعي

اترك رد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
خلال اجتماع ثلاثي بالدوحة .. طهران تدعو الأسد والمعارضة “المشروعة” إلى حوار سياسي ! من الشمال والشرق .. “هيئة تحرير الشام” تدخل حمص والجولاني: “دمشق تنتظركم” ! إسرائيل تصفه بتحول دراماتيكي يغير واقع الشرق الأوسط .. “نتانياهو” يستعد لانهيار كامل لنظام الأسد ! من “الدوحة” .. “لافروف” يؤكد دعوة موسكو لحوار بين الحكومة السورية والمعارضة الشرعية “لا الإرهابية” ! عبر “القائم” .. أكثر من 1500 عنصر منسحب من الجيش السوري يدخلون الأراضي العراقية ! بعد انسحاب قوات النظام .. الفصائل المسلحة أصبحت على بعد 10 كلم من “دمشق” ! “الأسد” سيكون جزءًا من الحل السياسي .. “واشنطن” تبلغ بغداد أنها مراقبة عن كثب لعدم تدخلها بالأزمة ال... محذرًا من التطورات السورية .. “حسين” يؤكد عدم سماح العراق بأن يكون جزءًا من الصراع ! تكذيبًا لـ”نيويورك تايمز” .. “بقائي” ينفي إخلاء السفارة الإيرانية في دمشق ! كاشفًا أطراف المؤامرة بسورية .. “العامري” يؤكد عدم صحة بقاء بغداد تترقب “الهجوم خير وسيلة للدفاع” !