مسجد الرأس في حرم أمير المؤمنين عليه السلام.
أطلقت هذه التسمية على هذا المسجد بسبب ما أشار اليه الإمام الصادق عليه السلام من ان هذا المكان هو موضع رأس أبي عبدالله الحسين عليه السلام.
فقد ورد في كتاب (كامل الزيارات) لإبن قولويه القمي بسنده عن يزيد بن عمر بن طلحة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام وهو بالحيرة: ((أما تريد ما وعدتك, قال: قلت: بلى – يعني الذهاب إلى قبر أمير المؤمنين عليه السلام-, قال: فركب وركب إسماعيل ابنه معه وركبت معهم, حتى إذا جاز الثوية, وكان بين الحيرة والنجف عند ذكوات بيض نزل ونزل إسماعيل ونزلت معهم, فصلى وصلى إسماعيل وصليت, فقال لإسماعيل: قم فسلم على جدك الحسين بن علي عليه السلام, فقلت: جُعلت فداك أليس الحسين عليه السلام بكربلاء, فقال: نعم ولكن لما حُمل رأسه إلى الشام سرقه مولى لنا فدفنه بجنب أمير المؤمنين عليه السلام)).
وبسنده عن علي بن أسباط قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ((إنك إذا أتيت الغري رأيت قبرين, قبراً كبيراً وقبراً صغيراً, فأما الكبير فقبر أمير المؤمنين, وأما الصغير فرأس الحسين بن علي عليه السلام)).
و لقد تمّ إنشاء مشروع توسعة مسجد الرأس في حرم أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان المرجوّ من هذا المفصل العمراني أن يكون قد أنشئ بالأساس ليصبح رمزاً معمارياً، لا لمجرد التوسعة؛ وذلك لكثرة الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام ، الحاثّة على التوجه إلى الإمام الحسين عليه السلام وزيارته عليه السلام عند رأس أمير المؤمنين عليه السلام ، بل وفي بعضها الإشارة إلى أنّه هو الموضع الذي دُفن فيه رأس الإمام أبي عبد الله عليه السلام .
بينما نجد العكس في هذه التوسعة؛ إذ لم يُعمل على إبراز هذا المَعْلَم، أو إيجاد أيّ رمز يُشير إلى الإمام الحسين عليه السلام ، أو إلى ذلك الحدث، حتى إنه قد سُمّي: رواق أبي طالب عليه السلام ؛ مما قد يؤدّي إلى نسيان هذا المَعْلَم بالتمام.
وممّا يزيد هذا الموضوع أهميّة هو أنّ هذا الذكر والأثر إذا أهمل واندثر في هذه الفترة، فمن الصعب إرجاعه أو الترميز إليه. والحال أنّ هناك فرصة مُتاحة في هذه الفترة لإحياء أمر أهل البيت عليهم السلام وآثارهم؛ من هنا جاءت هذه المقالة مساهمة منا لإحياء التراث، وتثبيتاً لمَعْلَم مهم من معالم الإسلام.
مدرسة الامام محمد الباقر الدينية